itpilot.8m.net

حول المرأة والعلم والتكنولوجيا فى الألفية الثالثة

مع بداية الألفية الثالثة ودخول عصر الحاسب الآلى وشبكة الملومات الدولية وسيادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، يثار فى الأذهان سؤال هام: ما هو موقع المرأة من كل ذلك ؟ هل ستظل المرأة بعيدة عن المجالات العلمية والتكنولوجية - سواء بإرداتها أو غير إراداتها - أم أنها ستقوم باقتحام هذه المجالات وتفتح لها أبواب خلال السنوات القليلة الماضية ؟ إن مجالات العلم والتكنولوجيا من أهم مجالات التنمية وأسرعها تطوراً، وقد ازدادت أهمية تلك المجالات مع دخول العلام الألفية الثالثة واصبح العلم والتكنولوجيا موضوعاً على برامج العمل الوطنية والعالمية معا. إلا أنه فى نفس الوقت الذى تعاظمت فيه أهمية العلم والتكنولوجيا. نجد أن وجود المرأة فى هذه المجالات ما زال محدودا وهى ظاهرة عالمية وليست مقصورة على المجتمع المصرى فقط. وإنطلاقاً من الإيمان بأهمية الدور الفعال للعلم والتكنولوجيا والمعلومات فى تنمية الشعوب والرقى بها وإيماناً بقدرة المرأة على الإسهام أكثر فى هذه المجالات. قام مركزدراسات واستشارات الإدارة العامة بالإشتراك مع المجلس الثقافى البريطانى بعقد مؤتمر " المعلوماتية لمن ؟ المرأة والعلم والتكنولوجيا فى الألفية الثالثة" وذلك فى الفترة من 4-6 مارس 2000. وتمثل الهدف من المؤتمر فى الوقوف على الدور الفعلى للمرأة فى مجالات العلم والتكنولوجيا وكيفية تدعيم مثل هذا الدور فى الألفية الثالثة. وقد تم ذلك من خلال طرح تجارب مختلفة من كل من مصر وبريطانيا.. وقد شارك فى المؤتمر عدد من المتخصصين والخبراء المهتمين بتفعيل دور المرأة فى هذه المجالات. وقد قام بافتتاح فعاليات المؤتمر فوزى الرفاعى نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى نائبا عن مفيد شهاب وزير التعليم العالى والدولة للبحث اللعلمى، و مصطفى علوى وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لشئون البيئة وخدمة المجتمع، ودافيد مارلر مدير المجلس الثقافى البريطانى، وسلوى شعراوى جمعه مدير مركز دراسات واستشارات الإدارة العامة بجامعة القاهرة. وقد تحدث فوزى الرفاعى عن خطة الدولة فى هذه المجالات والدور الهام الذى تلعبه فى غمار المرحلة القادمة وخطة التنمية الشاملة التى تجرى فى مصر مع التأكيد على بعد العلم والتكنولوجيا فى هذه الخطة. وأرجع مصطفى علوى المشاركة المحدودة للمرأة فى مجالات العلم والتكنولوجيا فى جزء منه إلى أن المرأة تواجه نوعا من التميز فى الوظائف الخاصة أو العامة، أما بالنسبة للرجل فالأمر أسهل، فهناك تحيز وظيفى للرجل باعتبار أن هذا هو عمله الرئيسى خاصة أن المعلوماتية والبحث يتطلبان أوقاتاً وساعات عمل طويلة قد لا تتوفر للمرأة. وأكد أن هذا هو ما يحدث فى العالم كله، ففى الولايات المتحدة مثلاً نجد أن 14% فقط من النساء الأمريكيات يعملن فى مجالات العلم والتكنولوجيا، بينما تنحصر أدوار 86% من النساء فى الأعمال التى تنتهى بمجرد إنتهاء أوقات العمل الرسمية. وأشار علوى إلى إنه إذا أردنا للمرأة تقدما علمياً وبحثيا فهذا يتطلب تغييراً فى مفاهيم أفراد الأسرة الواحدة، بمعنى أن يكون لدى الزوج والأبناء الاستعداد للمساعدة حتى فى أعمال المطبخ ليتحمل كل فرد مسئولية نفسه بالإضافة إلى جزء من مسئولية المنزل لنوفر وقتا للمرأة يسمح لها بممارسة حقها فى التعليم والعمل فى مجال البحث العلمى. ايضاً لا بد من تغيير فى نظرة المجتمع للمرأة ليؤمن بإنها بالفعل مساوية للرجل ولديها نفس القدرة على التفكير وخدمة المجتمع مثلها مثل الرجل مع أهمية زرع هذا المفهوم داخل عقل ووجدان المرأة نفسها. أما دافيد مارلر فقد ذكر إنه فى القرن الواحد والعشرين هناك عبء كبير على الحكومات خاصة فى ظل محاولات التنمية التى تمر بها بلدان العالم المختلفة ولا يمكن حبس نصف موارد المجتمع والعلام حيث تمثل النساء نصف المجتمع - ومنعهن من التدريب والتعليم. وفى بريطانيا تم إتباع بعض السياسات لتفعيل دور المرأة فى مجالات العلم والتكنولوجيا من المفيد تبادلها مع التجربة المصرية فى هذا الشأن حتى يمكن أن تستفيد كل منهما من الآخرين. وإنطلاقاً من كل ما سبق جاءت الأوراق البحثية الخاصة بالمؤتمر والمداخلات التى تمت على مدار جلساته تدور كلها فى إطار إلقاء الضوء على إسهامات المرأة فى مجالات العلم والتكنولوجيا ومحاولة تفعيل دور المرأة فى هذه المجالات، فى إطار من مقارنة التجربة المصرية بالتجربة الأوروبية، مع محاولة إدخال البعد النوعى فى السياسات المتعلقة بالبحث العلمى والتكنولوجيا فى مصر. ويمكن تقسيم المحاور التى دارت حولها المداخلات خلال المؤتمر كما يلى:

1- تحليل وضعية المرأة فى مجالات العلم والتكنولوجيا .

2- آثار استخدام تكنولوجيا المعلومات وكيفية الاستفادة منها فى تعزيز دور المرأة.

3- اتجاهات جيدة لعمل المرأة.

4- دور الأعلام فى تبسيط العلوم والتكنولوجيا.

5- السياسات العامة فى مجال تكنولوجيا المعلومات.